"الحمد لله، والصلاة والسلام على مولانا رسول الله وآله وصحبه،
فخـامـة الرئيـس،
السيـدة الفـاضلـة عـقـيلته،
أصحاب المـعالـي،
حضـرات السيـدات والسـادة،
يـطـيـب لـي أن أعـبـر، فـي الـبـدايـة، عـن عـميـق تشـكـراتـي، لمـا لقـيـنـاه مـن حـفـاوة الاستـقـبـال وجـمـيـل المـودة، مـنـذ حلـولـنـا ببـلـدكـم الأصـيـل، مـمـا يعـكـس عـمـق الـروابـط القـائـمـة بـيـن بـلـديـنـا، والمـسـتـوى المـتـمـيـز، الـذي بـلـغـتـه عـلاقـات الصـداقـة والـتـعـاون الـتـي تجـمـعهـمـا.
وأود أن أشـيـد بـالـتـقـدم الـذي حـقـقـتـه الـولايـات المـتـحـدة المـكسيـكـيـة، بقـيـادتكـم الحـكـيمـة، وذلـك بفـضل الإصـلاحـات السـياسيـة والاقتـصـاديـة والاجتـماعـيـة، التـي قمـتـم بـهـا مـن أجـل تدعـيـم أسـس الديـمـقـراطـيـة الحـقـة، والتـنـمـيـة الشـامـلـة، وكـذا بالـدور الفـاعـل لبـلـدكـم عـلـى الصـعـيديـن الجـهـوي والدولـي، مـن أجـل توطـيـد السـلـم والاستـقـرار والتـقـدم.
وإن المـغـرب الـذي جعـل مـن هـذا التـوجـه قـوام مسـيرتـه الوطـنـية المـتـميـزة، ومشـروعـه لبـنـاء مجـتـمـع ديمـقـراطـي عـصـري ومتـضـامـن، ليـعـتـز بتـطـابـق وجـهـات نـظـر بلـديـنـا، وبالـتـنـسيـق الـذي يطـبـع مواقـفـهما، فـي مـا يـخـص العـلاقـات المـتـعـددة الأطـراف، والتـعـاون بـيـن دول الـجـنـوب.
ولقـد رسـخـت لقـاءاتـنـا السـابـقـة ومبـاحثـاتـنـا، إرادة البـلـديـن، علـى أعـلـى مسـتـوى، مـن أجـل الـرقـي بـهـذه الـعلاقـات إلـى المـسـتـوى النـمـوذجـي، والعـمـل علـى الاستـثـمـار الأمـثـل لإمكـانـاتـهـمـا الهـائـلـة وطاقـاتهـمـا الواعـدة، فـي جمـيـع المـجـالات، لتـجـديـد الإطـار القـانـونـي لتـعـاونهـمـا وكـذا لإعـطـاء دفـعـة قويـة لعـلاقـاتـنـا الثـنـائـيـة، وتنـسـيـق الجـهـود داخـل فضـاءات شـراكـتـهـمـا الدولـيـة، سـواء فـي نطـاق اتفـاقـيـات التـبـادل الحـر مـع الاتـحـاد الأوروبـي والولايـات المـتـحـدة الأمريـكـيـة، أو فـي حرصـهـما علـى تنـويـع هـذه الشـراكـة، وتوسـيـعـهـا لتـشـمـل دول الجـنـوب، وكـذا فـي فضـائهـمـا الجـيـو-سـيـاسـي، كـمـا هـو الشـأن بالنـسـبـة لاتفـاقـيـتـي آكـاديـر والميـركـوسـور، الرامـيـتـيـن لإقـامـة منـاطـق للتـبـادل الحـر.
وبذلـكـم نفـتـح آفـاقـا واعـدة أمـام تنـمـيـة مشـتـركـة، وشـراكـة مثـمـرة، وانـدمـاج أكـبـر فـي الاقتـصـاد العـالـمـي، شـراكـة لا تشـمـل المـجـال الاقتـصـادي فحـسـب، بـل تتـخـذ مـن التـعـاون الثـقـافـي والتـربـوي، الحـكـومـي والجـمـعـوي، رافـدا قـويـا لـهـا، يـرتـكـز علـى الدعـامـة التـاريـخـيـة للإرث الحـضـاري المـشـتـرك بيـن شعـبـيـنـا، المـتـمـثـلة فـي التـراث الأنـدلـسـي، وعلـى تمـسـكـهـا بالـقـيـم الكـونـيـة، للتـسـامـح والانفـتـاح والحـوار، مـن أجـل السـلام والـرخـاء.
وهـذا التـوجـه الحـضـاري، هـو الـذي يجـسـد مـوقـف المـغـرب، فـي سعـيـه الـدائـم واستـعـداده المـخـلـص، للتـعـاون الصـادق مـع منـظـمـة الأمـم المـتـحـدة، والتـفـاوض الجـدي والحـوار الهـادف، مـع الأطـراف المـعـنيـة والـدول المـجـاورة، طبـقـا لمـقـررات الشـرعـيـة الدولـيـة، وذلـك بغـيـة إيجـاد حـل سيـاسـي توافـقـي وعـادل ونهـائـي للنـزاع حـول الصـحـراء، حـل يضـمـن لكـافـة سـكـانـهـا التـدبـيـر الـذاتـي لشـؤونـهـم الجـهـويـة، فـي إطـار الديمـقراطـيـة، واحـتـرام سـيـادة المـملـكـة ووحـدتـهـا الوطـنـية والتـرابـيـة.
كمـا أن هـذا التـوجـه، ينـدرج ضـمـن حرصـنـا المـشتـرك علـى إقـامـة نظـام عالـمـي أكـثـر تـوازنا وعـدلا، واحتـرامـا وتكـريـسـا لحـقـوق وكـرامـة الإنـسـان، نظـام مبـنـي علـى تغـليـب منـطـق الحـوار والتـفـاوض، والإنـصـاف والشـرعيـة الدولـيـة، لـمواجـهـة مـا يهـدده مـن مخـاطـر الفـجـوة الاقتـصـاديـة، وتيـارات التـطـرف والإرهـاب، وعصـابـات الجـريـمـة المـنظـمـة، بمـخـتـلـف أشكـالـهـا، والنـزاعـات الجـهـويـة، المـهـددة للسـلـم والاستـقـرار فـي العـالـم.
وفـي هـذا الصـدد، فـإن المـغـرب لجـد منـشـغـل بـالـوضـع المـتـوتـر فـي الشـرق الأوسـط، والمـتمـثـل فـي النـزاع العـربـي-الإسـرائـيلـي، والـوضـع المـتـردي فـي العـراق؛ مجـدديـن دعـوتـنـا إلـى تحـكـيـم الشـرعـيـة الدولـيـة، بمـا يكـفـل وضـع حـد لـدوامـة العـنـف والعـنـف المـضـاد، وذلـك بتـمـكيـن الشـعـب الفـلسـطيـنـي الشـقـيـق مـن حقـوقـه المـشروعـة، وكـذا العـراق مـن استـعـادة أمـنـه واستـقـراره، فـي نـطـاق سيـادتـه الكـامـلـة.
فـخـامـة الـرئـيـس، إن زيـارة الدولـة الـتـي نـقـوم بـهـا، رفـقـة وفـد حكـومي ومـن رجـال الأعـمـال، لبـلـدكـم الصـديـق، لتشـكـل مرحـلـة جـديـدة، بفـضـل مـا تـم توقـيـعـه خلالـهـا مـن اتفـاقـيـات هـامـة؛ واثـقـيـن بـأن زيـارتـكـم المـقـبـلـة للمـغـرب، ستـمـكـن مـن إعـطـاء المـزيـد مـن التـرسـيـخ لتـعـاوننـا المـثـمـر.
وختـامـا، أدعـوكـم، أصحـاب المـعـالـي، حضـرات السـيـدات والسـادة، للوقـوف تشـريـفـا، لفـخـامـة الرئـيـس فيـسـانـتـي فوكـس وعقـيلـتـه الجـلـيلـة ؛ متـمـنـيـن لـكـم موفـور السـعـادة والتـوفـيـق، وللشـعـب المـكـسيـكـي الصـديـق، موصـول التـقـدم والازدهـار.
والسـلام علـيـكـم ورحـمـة الله تعـالـى وبـركـاتـه".